فلسطينُ يا أرضًا متألِّمة

فلسطينُ يا أرضًا متألِّمة
لا بأس عليكِ فأنتِ المعلِّمة


مهما زجر الطغيانُ الإنسانَ..
عن الأنِّ..
كنتِ بثورتكِ متكلِّمة


ومهما أثخن الاستعمار..
في روح الأرض..
تبقين لمخلبه مقلِّمة


ما خبَتْ فيكِ قطُّ..
جذوةُ الحقّ..
بريقًا قاشعًا للرايات المظلِمة


فلسطينُ يا امرأةً..
تحمل عبء البقاء..
ومن الموتِ..
تخلق حياةَ الخلود


يا فيّاضة العزمِ..
يا قهّارة العدمِ..
أنّىٰ لنبعكِ أن ينضبَ..
يا غزيرة الدّمع والدّمِ


ما كانت أهوالُ آلامكِ..
ولا أغوالُ ظُلّامكِ..
إلا لأنّكِ..
رحِمُ الشعب الموعود


فلسطينُ يا أرضًا متألِّمة
لا بأس عليكِ فإنّكِ المعلِّمة


فلسطينُ يا رجلًا..
مُتعَبًا بوجوده..
مُتعِبًا بصموده


يا مَن بكلّ نفَسٍ من أنفاسه..
يجاهد لتكسير قيوده


وبكلّ شهقةٍ من انتحابه..
ينعى عياله إلى جدوده


تكالبت عليكَ..
وُغدان العالم..
ظنّاً بأنّهم..
وبرُغم جُبنهم..
يطؤون منكَ الهامة


وهُم ليسوا إلا..
أوطأ المطأطئين..
يتنمّر القزم..
على المستضعفِ..
علّه يُحسّ بوهم قامة


يغالون في إهانتكَ لأنّكَ..
في أعين شعوب الأرض المقهورة..
آخِرُ آمال الكرامة


لا يُطيقون رؤيتكَ..
مرفوع الرأسِ..
لأنّ غطاءها..
أصبح للثورة علامة


فلسطينُ يا أرضًا متألِّمة
لا بأس.. فإنّكِ أنتِ المعلِّمة


فلسطينُ يا طفلًا..
يولد وبين عينيه..
مرمى بندقيّة


وبروحٍ تصارعُ..
شللَ القهرِ..
يرضع من أمّه..
سموم القضيّة


يتعلَّم الألوان..
فيُدرِك أوّل إدراكه..
عشقَ نضالٍ وهويّة


يحبو لِيَمشي..
لِيَجري فيَرمي..
ثمّ يحبو..
ويكبُر وجعاً..
بقلب البشريّة


وكلّ عام..
من تحت حُطام..
يتخرّجُ..
الأوّل على العالم..
في الحُرّيّة


فلسطينُ يا أرضًا متألِّمة
لا بأس.. فأنتِ وحدكِ المعلِّمة


فلسطين يا إنسانيةً..
تبحث عن ضميرها..
تحت رُكام آلامها


يا حضارةً تشهد في دماركِ..

انهيار قِيَمها وأحلامها


يا مختبَر الحقّ والعدالة


يا ساحة الفلاسفة أهل الدلالة


يا مِحَكّ الخيرِ..
منصوراً مهما الشرُّ طالَ


إنّ حكايتَكِ لَملحمةٌ..
قد جسّدتْ..
دمامة الإنسان وجمالَه


وبالميدان قد فنّدَتْ مسلَّماتٍ..
ومراوغاتٍ وتهافتاتٍ..
ونظريّات عقولٍ متوهَّمة


وبرقَتْ..
بيقين حقٍّ منطفئٍ..
ورعدَتْ..
بصريخ كلّ الأفواه المكمّمة


فلسطينُ يا أرضًا متألِّمة
لا بأس.. فإنّكِ وحدكِ المعلِّمة

#Manafism

Posted in Uncategorized | Leave a comment

فلسطينُ يا أرضًا متألِّمة

فلسطينُ يا أرضًا متألِّمة

لا بأس عليكِ فأنتِ المعلِّمة

مهما زجر الطغيانُ الإنسانَ..

عن الأنِّ..

كنتِ بثورتكِ متكلِّمة

ومهما أثخن الاستعمار..

في روح الأرض..

تبقين لمخلبه مقلِّمة

ما خبَتْ فيكِ قطُّ..

جذوةُ الحقّ..

بريقًا قاشعًا للرايات المظلِمة

فلسطينُ يا امرأةً..

تحمل عبء البقاء..

ومن الموتِ..

تخلق حياةَ الخلود

يا فيّاضة العزمِ..

يا قهّارة العدمِ..

أنّىٰ لنبعكِ أن ينضبَ..

يا غزيرة الدّمع والدّمِ

ما كانت أهوالُ آلامكِ..

ولا أغوالُ ظُلّامكِ..

إلا لأنّكِ..

رحِمُ الشعب الموعود

فلسطينُ يا أرضًا متألِّمة

لا بأس عليكِ فإنّكِ المعلِّمة

فلسطينُ يا رجلًا..

مُتعَبًا بوجوده..

مُتعِبًا بصموده

يا مَن بكلّ نفَسٍ من أنفاسه..

يجاهد لتكسير قيوده

وبكلّ شهقةٍ من انتحابه..

ينعى عياله إلى جدوده

تكالبت عليكَ..

وُغدان العالم..

ظنّاً بأنّهم..

وبرُغم جُبنهم..

يطؤون منكَ الهامة

وهُم ليسوا إلا..

أوطأ المطأطئين..

يتنمّر القزم..

على المستضعفِ..

علّه يُحسّ بوهم قامة

يغالون في إهانتكَ لأنّكَ..

في أعين شعوب الأرض المقهورة..

آخِرُ آمال الكرامة

لا يُطيقون رؤيتكَ..

مرفوع الرأسِ..

لأنّ غطاءها..

أصبح للثورة علامة

فلسطينُ يا أرضًا متألِّمة

لا بأس.. فإنّكِ أنتِ المعلِّمة

فلسطينُ يا طفلًا..

يولد وبين عينيه..

مرمى بندقيّة

وبروحٍ تصارعُ..

شللَ القهرِ..

يرضع من أمّه..

سموم القضيّة

يتعلَّم الألوانَ..

فيُدرِك أوّل إدراكه..

حُبَّ نضالٍ وهويّة

يحبو لِيَمشي..

لِيَجري فيَرمي..

ثمّ يحبو..

ويكبُر وجعاً..

بقلب البشريّة

وكلّ عام..

من تحت حُطام..

يتخرّجُ..

الأوّل على العالم..

في الحُرّيّة

فلسطينُ يا أرضًا متألِّمة

لا بأس.. فأنتِ وحدكِ المعلِّمة

فلسطين يا إنسانيةً..

تبحث عن ضميرها..

تحت رُكام آلامها

يا حضارةً تشهد في دماركِ..

انهيارَ قِيَمها وأحلامها

يا مختبَر الحقّ والعدالة

يا ساحة الفلاسفة أهل الدلالة

يا مِحَكّ الخيرِ..

منصوراً مهما الشرُّ طالَ

إنّ حكايتَكِ لَملحمةٌ..

قد جسّدتْ..

دمامةَ الإنسان وجمالَه

وبالميدان قد فنّدَتْ مسلَّماتٍ..

ومراوغاتٍ وتهافتاتٍ..

ونظريّات عقولٍ متوهَّمة

وبرقَتْ..

بيقين حقٍّ منطفئٍ..

ورعدَتْ..

بصريخ كلّ الأفواه المكمّمة

فلسطينُ يا أرضًا متألِّمة

لا بأس.. فإنّكِ وحدكِ المعلِّمة

_______

Posted in Uncategorized | Leave a comment

نظرية المشاعر الكَمّيّة

نعم بالإمكان أن أحبّ شخصاً وأكرهه في نفس الوقت، ولا بدّ من حبّي وكرهي له أن يتعايشا، بل أن يتزامن وجودهما في قلبٍ واحد، لأنّ هذا هو التفسير المنطقي الوحيد لمعضلة تناقض المشاعر: أنْ ليس للمشاعر حقيقة ثابتة على المستوى متناهي الصغر في الوجدان، فلا نهائية في التّناهي، إذ يمْكنها أن تتجسّد حُبّاً أو كرهاً في أيّ لحظة، وحقيقتها لا تنفكّ عن التذبذب الدائم بينهما بسرعةٍ تفوق سرعة الضوء، فلا نُدرِك تأرجحها بحواسّنا المجرّدة بل لا يمكننا حتى تصوُّره بمحدوديّة عقولنا.


ولا يتحقّق أحد النقيضين، لا تكفّ حقيقة المشاعر عن المراوغة، ولا تتصلّب مُيوعتها إلا عند قِياسها بغتةً، أيْ لحظة النظر إلى وجه ذلك الشخص.

Posted in Uncategorized | Leave a comment

البُكاء الحقّ

البكاء الحقّ هو الذي ينجم عن فيضان ألم، انهيار سدود منصوبة على طول مجرى النّفْس من منبع الرّوح إلى مصبّ الأعين، هو انتفاضة طبيعة عالمك الباطنيّ تستعيد بها سيادتها عليك بعدما ظننت بغرورك وتعجرُفك أنّك قد نجحت في تطويعها، وتجرفك حُطاماً في سيلها إن أخذتك العزّة بالصّمود. هو ظاهرة تعصف بأعماقك وتتركك منكوباً على أحد سواحلك المهجورة. هو تجربة غرق في غَيْض البحر الذي حمله الإنسان، واحتبسه في دمه، من ملوحة ماضيه السّحيق… يعقبه بعث يُخلِّد ذاك الخروج الأوّل من الماء.

هذه القُتمة… اِدْلِهْمامُ ألوانك. 

هذا النحيب… عارُ صوتك. 

هذا التّلوّي… مَسْخ وجهك. 

هذا الاختناق… عُلوق روحك فيك. 

هذا الانهزام الجليل… أَصْدَقُ نصْرك. 

هذا السّقوط في هوّة ذاتك… زمهرير وَيْلك… وَيْلك وحدك… لا يُشارَك فيه مخلوق… ولا يُشكى إلى خالق.

#Manafism

Posted in Uncategorized | Leave a comment

إسقاط الرجولة

إن أصرّت الثقافة البشرية على وسم الرجولة بقيمةٍ أخلاقيةٍ ما، فمن الأرجح أن تكون الانتهازية، تتمثّل في إدراك دوغماتي متجذّر لقيمة القوّة، ولا قيمة إلا القوّة، إذ كلّ ما سواها من قِيَم اكتسبت قيمتها من صلتها بالقوّة. حتى عبارة مثل “العدل أساس المُلك” التي تظهر للوهلة الأولى وكأنها تُفيد بأن المُلك- وهو أوج القوّة- يستمدّ قيمته من العدل، إن تمعنّا فيها وجدنا أنها قد تثمّن العدل لأنّه وسيلة لتقوية المُلك، أو من أسباب قوّته. 

مفهوم السلطان، الذي يجمع القوّة والنفوذ (كعِلّة ومعلول) على نطاق من الأرض لسدّ حاجات الحياة بموارده والذود عنه، أتت به طبيعة الرجولة، إذ كان المصير الذي يعيه كلّ رجل منذ نعومة ذكورته والمعنى الوحيد الذي يحقّق من خلاله ذاته ونموّها واستمرارها. إنّ هذا المفهوم، الذي كان في الأصل منهاج بقاء، تفاقَم مع النموّ الحضاري للبشر ليتغلغل في مفاصل المجتمعات البشرية ويطغى على كافّة مفاهيمها. فسادَ مفهوم السلطان ذاته سلطاناً على جماهير المفاهيم، وكانت صلابة الرجولة تُرْسه، وعضلاتها جيشه، وآلتها صَولجانه. وقِيسَت الشوكة بتعداد الرجال، وكانت الغلبة للأقوى، والأقوى الأكثرَ رجولة، أي الأقدر على فِعلها الذي يتمثّل في الانتصاب والانقضاض على هدف وصرعه أرضاً وامتطائه وطعنه وإعلان السيادة عليه. وكان المغلوب نقيض الأقوى، أي الأضعف؛ وكانت طبيعته نقيض الصلابة، أي اللدانة؛ وكان المقهور- سواءً ذكراً أو أنثى- دوماً أنثى. لذا كان الرجل بمنظور جيناته وبتأثير هورموناته يعي الدّنيا كتراتبيّة تسلُّط عليه أن يصطفّ في أحد مواقعها بين رجل أقوى ورجل أضعف، مُعتلياً الأخير كاسراً شوكته، منبطحاً تحت الأوّل مكسور الشوكة منه- وعيناه دائماً تترقّبان زلّة ينتهزها للارتقاء عليه في سلّم التسلّط. وكانت النساء كلّهنّ خارج مصفوفة القوّة هذه. 

الانتهازية قيمة أخلاقية خسيسة بحدّ ذاتها، ولكن مفهوم الرجولة يزداد خِسّة عن ذلك إن كان منهجنا لتقييم الأخلاق يأخذ المنفعة (utilitarianism) بعين الاعتبار في التفريق بين الصواب والخطيئة. فالصلابة المحمودة كطابعٍ للرجولة في الواقع جمود يستعصي عن مواكبة تطوّر العقل البشري ويعيق الحضارة الإنسانية عن تحقيق إمكاناتها، ويؤبّد السيادة القضيبية المفتولة المُشعِرة على مسيرة البشرية. تزداد الرجولة خِسّة لأنّها تُكرّس شِرعة القوّة التي ورثناها من بدائيّتنا في الغاب ثمّ خروجنا مخاطرين إلى السهول المفتوحة طلباً للكلأ في شراذم متوجّسة من وحشية الطبيعة منهمكة في بحث محموم عن وسائل قوّة للاحتماء منها والسيطرة عليها، عندما كان الصراع شرط استمرار الحياة. كما أنّها تُقيّد مفهوم القوّة في معناها البهيمي الغاشم، إذ ساد الرجل على المرأة لأنّه كان الأقوى جسمانياً، رغم نموّنا كفصيلة إلى حضارة تنوّعت فيها معاني القوّة لتشمل الذهن والإرادة والموهبة والشخصية والمال- وربّما الجمال والمحبّة على مستوى أسمى- وغيرها من وسائل يمكن ممارسة القوّة بواسطتها، بل وأصبح معناها العضلي البدائي أضعفها. 

الرجولة تنكفئ شيئاً فشيئاً إلى معناها المجرّد من الميتافيزياء، إلى بيولوجيّتها كمرحلة عمرية لذكَر الإنسان. أمّا كقيمة أخلاقية رفيعة.. كفضيلة.. فهي فكرة غير متزامنة مع طَوْر فصيلة باتت تملك بسلطان عقلها حقّ تقرير مصيرها.. ليس الفلسفي فحسب.. بل والبيولوجي أيضاً. 

#Manafism

Posted in Uncategorized | Leave a comment

أنا.. لا شيء هُنا

دَمِيمٌ أنا..

بأنايَ الصُغرى.. 

بعَميق إدراكي لذاتي.. 

بقوّة ضعفيَ العاتي..

بهَشِيمي الرابض في مِرآتي

شحيحٌ أنا.. 

بكلّ ذرّاتي.. 

بغزارة اهتماماتي.. 

بلذّاتي.. 

بآهاتي.. 

بعُمري الذي يشحذ اللحظات من ماضٍ.. 

ويسرق العُمر من الآتي

 

رِعْديدٌ أنا.. 

بدَمي الفائر هرَباً من بدَني.. 

والألم الوامض من نبْضاتي.. 

من خشيَتي إتقان إخفاقاتي.. 

من عجزي عن التعثّر برَشاقة.. 

عن اكتناز الأخطاء الصائباتِ.. 

من هلعي..

أن أدعَ الحياة تلهو مع الحياةِ.. 

وأتفقّه في الوجود المجرّد مِنّي..

وأعقِل العقلَ ظاهرةً عمياء صَمّاء.. 

تزعم النُطق..

بالنيابة عن باقي المُعجِزاتِ.. 

تفعل فعلها في الخلفيّة المنفيّة أبداً.. 

وتتركني في الصدارة أنزوي..

أُحْجِيّةً قُصوىٰ.. 

تفُوقها.. 

تفُوقني.. 

أنا.. 

لا شيء هنا..

عديم البَدْءِ.. لا مُتناهي النهاياتِ

#Manafism

Posted in Uncategorized | Leave a comment

ظاهرة الحُبّ 

ظاهرة الحُبّ التي انفرد بها الإنسان نشأت من شِدّة ضعفه بين الكائنات، فلَوْلا تطوُّر الحُبّ لَمَا نجا من شراسة الطبيعة، كان لا بدّ من آصرةٍ أوثق من كلّ ما سبقها من تجارب القرب بين أفراد جنسٍ واحد، آصرة ترسخ ببكاء الوليد منّا برداً وخوفاً وألماً منذ لحظة بدء الحياة، آصرة اندمجت مع غريزة التوالد والبقاء في نواة رَحِم أُمّ، وانبثقت منها عوائلٌ وعشائرٌ وقبائلٌ وأمم، آصرة تشغف القلوب وتُؤجِّج التَّوْق إلى اختلاط الدماء، آصرة تبلورت عبر الدهور في عاطفةٍ عُظْمَى تُجسِّد رغبتنا في أيّ شيءٍ بالحياة، بل رغبتنا في الحياة ذاتها، في أن نكون.

ولمّا اكتملت ظاهرة الحُبّ لدينا كسلوكٍ وثقافة، لمّا توصَّلْنا إلى تسميَتها ثمّ وصفها من خلال قصائد وأغانٍ وفنون، اكتشفنا أنّنا – في سعينا وراء الحُبّ بدافع الحُبّ – قد نمى لدينا العقل، الذي بدَوره حسم صراعنا الأزليّ مع الطبيعة المُحيقة بنا، وجهادنا المستميت في سبيل الصمود، وتوّجَنا أقوى الكائنات.

لذا نجِد الحُبّ، وإن استعصى علينا تفسيره، ملاذنا في أضعف حالاتنا، وجِسْرنا إلى الخلاص. ونعيش معضلةً أساسيةً في تجربة الحياة، وإن ترسّبت في اللاشعور: الحُبّ أو الهلاك. وسواءً تجلّى في التحام عشَّاقٍ أو تلاحُم جماعة، أو حتى تكاتُف مقاتلين، يجتاحنا الحُبّ كمُشاطرة مصيرٍ يسحرنا جلالها، وفي أفق أرضٍ لا ترحم.. يلُوح لنا كوسيلة خلود.

#Manafism

Posted in feelings about feelings, thoughts on thoughts | Leave a comment

هذا الشيء

تذكّروا أن هذا الشيء الذي التقينا من خلاله، ويجمعنا لحظةً بلحظة أينما كنّا عَبْر أصقاع العالم، ويتماهى فوراً مع مشاعرنا أنّىٰ تقلّبت، ويجيب على كل أسئلتنا، ويبسُط أصواتنا ليسع مداها آذان البشر، ويُسري بنا من مخادعنا إلى أيّ مكان في الأرض وفي السماء… تذكّروا أن هذا الشيء معجزة كبرى نشهدها بلا توقّف.

#Manafism

Posted in Uncategorized | Leave a comment

لا نحكي 

ليس لأنّنا بلا حكايات، ولكن لأنّنا لا نعرف كيف نحكي، بل لا نستطيع بالأحرى. لأنّ الخوف متغلغلٌ فينا، يخيّم كثيفاً على أَجّات الصدق من شقوق أعماقنا، وليس في مقدورنا أن نصِف ما نرى في زوايا مظلمة بثنايانا. فكيف نحكي والخوف يحجب عنّا أنفسنا؟ كيف نحكي والخوف ناهِينا: حَذاريكم شقاءً مخلَّداً إن عَرّت نظراتُكم سوءاتكم؟
لذا كنّا، مهما صرخنا أو ثرثرنا أو هَذَيْنا أو عَوَيْنا، كنّا خُرْسا.

#Manafism

Posted in feelings about feelings | Leave a comment

محمد حسنين هيكل.. ذاكرة عرب

بوفاة هيكل يفقد العرب ذاكرة حقبة استثنائية في تاريخهم الحديث، ذاكرة عمّرت أطوَل من الحقبة نفسها وبقيَت حيّة بعد اندثارها حتى كاد لا يتبقّى منها إلا هو، ذاكرة تمثّلت في هيئة كاتب صحافي مُخضرم وسياسي ومُنظِّر استراتيجي عربي استمرّ إلى نهاية عمره في فرض هالة من الهيبة المرجعية وموثوقية لا تتزعزع. بأيقونيّة وجهه التي كانت بلاغة تعابيره تصِف التقلّبات العاطفية في ما يحكيه، وتلويحات يديه ترسم الفواصل، ونبرات صوته تضع النقاط وتستهلّ الجُمَل، واسترساله الذي يوحي بأنّه بَرْزَخٌ ناطقٌ بين ماضٍ ومستقبل، كان نَصّاً بشرياً مُشْبِعاً كلّما تَحدّث، وكلّما تَحدّث قُرِئ باستغراق، وكأنّما استماع عبدالناصر إليه حَتَم جدارته بأن يستمع إليه الجميع.

كان ذاكرةً دوّنت نفسها بغزارةٍ تُضاهي ما تكدّس لديه من وقائع ووثائق وتجارب وعلاقات، فكان الموَثِّق وكان الوثيقة. ولمّا مات خُتِم التدوين، لِيَلتحق هو بسياق التاريخ.

محمد حسنين هيكل أذهل الأجيال بذاكرته الجبّارة التي صمدت إلى انتهاء حياته في مُقتبل التسعينات، ربّما لأنّه وعى أنّ مهمّته المصيرية كإنسانٍ التقى فيه هذا المكان بهذا الزمان هي أن يُجسّد ذاكرة حقبة ثمينة يجب الحفاظ عليها واستثمارها تجاه مستقبل أسمى، فتماهى مع ذاكرته إلى أن استحوذت عليه، وكرّس كلّ عزمه ليُغذّيها ويُبقيها مُتّقدة إلى أبعد نقطة قُدُماً، بطاقةٍ لا يمكن أن يولّدها إلا وفاء لروح تلك الحقبة أو إيمان بوعدها أو كلاهما. ربّما امتدّ عمر هيكل تشبّثاً بالذاكرة التي تقمّصته، وتصميماً على تحقيق الحدّ الأقصى من مغزى حياته: ذاكرة رحلةٍ غدت محطّةً في تاريخ العرب، مات حريصاً على أن لا تتبدّد.

Posted in Uncategorized | 1 Comment