نعم بالإمكان أن أحبّ شخصاً وأكرهه في نفس الوقت، ولا بدّ من حبّي وكرهي له أن يتعايشا، بل أن يتزامن وجودهما في قلبٍ واحد، لأنّ هذا هو التفسير المنطقي الوحيد لمعضلة تناقض المشاعر: أنْ ليس للمشاعر حقيقة ثابتة على المستوى متناهي الصغر في الوجدان، فلا نهائية في التّناهي، إذ يمْكنها أن تتجسّد حُبّاً أو كرهاً في أيّ لحظة، وحقيقتها لا تنفكّ عن التذبذب الدائم بينهما بسرعةٍ تفوق سرعة الضوء، فلا نُدرِك تأرجحها بحواسّنا المجرّدة بل لا يمكننا حتى تصوُّره بمحدوديّة عقولنا.
ولا يتحقّق أحد النقيضين، لا تكفّ حقيقة المشاعر عن المراوغة، ولا تتصلّب مُيوعتها إلا عند قِياسها بغتةً، أيْ لحظة النظر إلى وجه ذلك الشخص.